تُعد أنواع كسور العظام عند الأطفال من الإصابات الشائعة التي قد يتعرض لها الطفل نتيجة اللعب أو السقوط أو الحوادث البسيطة. ورغم أن عظام الأطفال تنمو بسرعة ولديها قدرة عالية على الشفاء، إلا أن التعامل الخاطئ مع الكسر يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، منها تشوه في نمو العظم أو صعوبة في الحركة لاحقًا. في هذا المقال، نستعرض أبرز الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الأهل عند التعامل مع كسور الأطفال، وعرض أفضل الممارسات لضمان التعافي الآمن والسليم. لمتابعة اخر اخبار الصحة من خلال موقع الشرق.
- التقليل من خطورة الإصابة
من أبرز الأخطاء التي يقع فيها الأهل هو التقليل من أهمية الإصابة، واعتبار أن الطفل “يتحمل” أو أن الألم سيزول مع الوقت. لكن في الحقيقة، أي إصابة في الأطراف مصحوبة بتورم أو ألم شديد أو صعوبة في الحركة يجب أن تُؤخذ على محمل الجد. تجاهل هذه العلامات قد يؤدي إلى تفاقم الكسر، أو التحام العظم بشكل غير سليم.
- محاولة تعديل شكل العظم يدويًا
يظن بعض الأهل أنهم يمكنهم “إرجاع” العظم إلى مكانه بمجرد رؤيتهم لتشوه خارجي، وهو أمر في غاية الخطورة. التدخل اليدوي من غير مختص قد يؤدي إلى تلف في الأوعية الدموية أو الأعصاب، أو زيادة في شدة الكسر. يجب دائمًا تثبيت الطرف المصاب بلطف دون تحريكه، واللجوء إلى أقرب مركز طبي فورًا.
- عدم الالتزام بتعليمات الطبيب
كثيرًا ما يزيل الأهل الجبيرة قبل الموعد المحدد، أو يسمحون للطفل بالعودة للنشاط البدني مبكرًا، ما قد يسبب إعادة الكسر أو عدم التحام العظم بشكل صحيح. العلاج لا ينتهي بإزالة الجبيرة، بل هناك مراحل مهمة يجب متابعتها، مثل العلاج الطبيعي وتقوية العضلات.
- إهمال العلاج الطبيعي
العلاج الطبيعي ضروري بعد فك الجبيرة، خاصة في الحالات التي تطول فيها فترة التثبيت. يساعد العلاج الطبيعي في استعادة المرونة، وتحسين القوة العضلية، ومنع التيبس أو ضمور العضلات. عدم المتابعة مع أخصائي علاج طبيعي قد يؤدي إلى بطء في العودة إلى الوظائف الحركية الطبيعية.
- استخدام علاجات منزلية غير موثوقة
يلجأ بعض الأهل إلى وضع مواد ساخنة أو دهون شعبية على موضع الإصابة، أو استخدام التجبير المنزلي دون إشراف طبي. هذه الطرق قد تفاقم الالتهاب أو تسبب التهابات جلدية، ويؤخر الشفاء. الطريقة الآمنة الوحيدة في المنزل هي تثبيت الطرف المصاب، ووضع كمادات باردة، ثم مراجعة الطبيب.
- تجاهل مضاعفات ما بعد الكسر
حتى بعد انتهاء فترة العلاج، يجب مراقبة حالة الطفل باستمرار. في بعض الحالات، قد يحدث نمو غير متساوٍ في العظام أو بقاء ألم مزمن، خاصة في الكسور التي تصيب مناطق قريبة من صفائح النمو. من المهم إجراء الفحوصات اللازمة والتأكد من أن الشفاء تم بشكل كامل دون مضاعفات مستقبلية.
- عدم توفير بيئة آمنة للطفل بعد الكسر
بعد إصابة الطفل بكسر، من المهم تهيئة المنزل بشكل آمن خلال فترة التعافي، مثل منع الجري، إزالة العوائق من الأرضية، وتوفير دعم إضافي للطفل عند التنقل. تجاهل هذه الإجراءات قد يؤدي إلى سقوط جديد يزيد الوضع سوءًا.
متى يجب زيارة الطبيب فورًا؟
في حال لاحظت الأعراض التالية، يجب التوجه مباشرةً للطبيب:
- ألم شديد لا يزول بالمسكنات
- تورم متزايد أو احمرار في مكان الكسر
- صعوبة في تحريك الطرف بعد فك الجبيرة
- تشوه واضح في شكل العظم أو قصر في أحد الأطراف
- استمرار ارتفاع درجة حرارة الجسم
خلاصة
تعامل الأهل مع كسور الأطفال يجب أن يتم بحذر ووعي تام، بدءًا من لحظة الإصابة وحتى ما بعد العلاج. الأخطاء البسيطة قد تتحول إلى مضاعفات دائمة إذا لم يتم الانتباه لها. الاستعانة بالرعاية الطبية السليمة، والالتزام بخطط العلاج والتأهيل، هو الطريق الأمثل لعودة الطفل لحياته الطبيعية بأمان وسلامة.