إعادةٌ لتعريف #الاستقلال
كتب … القاضي الأسبق والمحامي الأستاذ #لؤي_عبيدات
يفرض الاستقلال حضوره البهي ويقدم نفسه بأجمل حلة وبشكله القشيب المهيب ، حينما يفضي الى تأسيس دولة حقيقيه ، تسودها العدالة والمساواه وتكافؤ الفرص وحكم القانون الموضوعي العادل ، ويتنعم اهلها بالحرية والديموقراطيه وحقهم في اختيار حكومات صاحبة ولايه عامه عبر صناديق اقتراع منزهه عن العبث .
يكون الاستقلال حيث رعاية الدولة لمواطنيها ، لا رعويتها لهم ، وحيث نعيش مطمئنين كمواطنين ، لا قلقين كرعايا، وحيث فرص العمل اكثر من الطلب ، وحيث المزارع الغناء والمصانع المتطوره ، وحيث شبكة نقل متطوره ومستشفيات حديثه ، ومدارس قادره على اداء واجباتها في التربية والتعليم ، وانتاج اجيال تحمل في قلوبها وضمائرنا كل قيم الخير والابداع والمثابره وحب الآخر والاخلاص للوطن .
يكون الاستقلال حينما تتوارى هذه البرلمانات المشوهه من المشهد ويحل محلها برلمانات حقيقيه تكون ضميرا للشعب لا اداة طبعه لقوى الفساد والنفوذ ، تمارس سلطاتها في الرقابة والتشريع بروح شجاعه وثابه دون أي حسابات الا الخوف من الله وحده واحترام ارادة الشعب ورغباته والسعي للحفاظ على مصالحه ومكتسباته .
يكون الاستقلال حينما يختفي القضاء الخاص ، ويمد القضاء النظامي المدني سلطانه على كل المنازعات شريطة استقلاله استقلالا حقيقيا وشريطة تسلحه بقضاة عدولين وفوق الخوف وفوق كل مهابه ، وحينما نرفع وصايتنا عن الاحزاب لتغدو فاعله وعن التعليم ليغدو رياديا ابداعيا وعن الصحافة لتصبح حرة تعتمد الجرأة في الطرح والصدق في المنطوق .
تلك بعض من شرائط ومقومات الاستقلال ،،، فهل ترونه متحققا ؟؟