ليس انتقاما فقط.. هل خلقت روسيا واقعا جديدا بعد استهداف أوديسا؟ | سياسة

0

[ad_1]

موسكو- شكل القصف الصاروخي الروسي العنيف لميناء أوديسا الأوكراني، مادة دسمة لتحليلات المراقبين والخبراء الروس والأجانب، حيث تمحور السؤال الرئيسي حول ما إذا كانت هذه الهجمات انتقامية ردًا على محاولة استهداف العاصمة موسكو وقبلها جسر القرم، أم ضربات موضوعية لأهداف عسكرية، كما أكدت وزارة الدفاع الروسية في بيان أصدرته بعد مرور يوم كامل لم تعلق فيه على الحادث.

ما أعطى قيمة إضافية للقصف الروسي لميناء أوديسا الإستراتيجي والمهم للعبور البحري في منطقة البحر الأسود، هو حصوله بعد أيام من إعلان روسيا وقف العمل باتفاقية الحبوب، بسبب ما قالت إنه عدم رفع القيود على تصدير منتجاتها من الأسمدة والأغذية، الشيء الذي اعتبرته دوائر غربية مقدمة لاستهداف الموانئ الأوكرانية.

وكان القصف الصاروخي الروسي لميناء أوديسا -وهو الرابع من نوعه على التوالي- قويا لدرجة أن صحيفتي الغارديان وفايننشال تايمز البريطانيتين وصفتاه بـ”ليلة جهنم” على المدينة، والذي من شأنه أن يسهم إلى حد كبير بتقويض الاتفاقات الخاصة بتصدير الحبوب الأوكرانية من الميناء، وفي الوقت ذاته منع أي استئناف محتمل لصادرات كييف من الحبوب.

 

رسائل تحذيرية

ورغم حرص وزارة الدفاع الروسية على تأكيد أن قواتها لا تستهدف البنى التحتية والمنشآت المدنية، فإن ذلك لم يمنع خبراء الروس من القول إن الضربة التي استخدمت فيها صواريخ عالية الدقة شكلت ردا دقيقا، أرفق برسالة تحذيرية مفادها أن أي هجمات جديدة على أهداف مدنية داخل العمق الروسي سيتم الرد عليه بسرعة وقوة.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن روسيا أغلقت منذ 20 يوليو/تموز الجاري البحر الأسود أمام السفن المبحرة من موانئ أوكرانيا وإليها، وأعلنت أنها ستعتبر البلدان التي ترفع علم السفن التي تتحرك فيها متورطة في النزاع إلى جانب أوكرانيا.

ما بعد صفقة الحبوب

وأوضح الخبير الإستراتيجي رولاند بيجاموف أنه من الصعب الجزم أن الضربة الصاروخية الروسية لميناء أوديسا جاءت ردًا على عدم تلبية المطالب الروسية في اتفاقية الحبوب، ولكن ما يمكن تأكيده -حسب رأيه- هو استخدام الموانئ والممرات المائية الأوكرانية كغطاء لتصنيع الزوارق المسيرة وأنظمة الدفاع الجوي، لاستخدامها في ضرب السفن الروسية.

وفي حديثه للجزيرة نت، اعتبر بيجاموف أن تدمير البنية التحتية لميناء أوديسا ونيكولاييف يحرم أوكرانيا من جميع الخدمات اللوجستية البحرية. وفي هذه الحالة، سيكون الاتصال الوحيد مع أوروبا بالنسبة لكييف هو نهر الدانوب والممرات البرية الأخرى، بما في ذلك طريق السكك الحديدية.

في الوقت ذاته، يستشهد بيجاموف بما نقلته صحيفة “نيويورك تايمز” نقلا عن مسؤول كبير في الأمم المتحدة لم تذكر اسمه، أن الهجوم الصاروخي الروسي على ميناء أوديسا ربما لم يكن قد “انتهك من الناحية الفنية” اتفاقيات إسطنبول، لأنها لا تتضمن التزاما بعدم شن هجمات على تلك الأجزاء من الموانئ الأوكرانية التي لا تشارك بشكل مباشر في تصدير الحبوب.

وتابع أنه من غير الواضح بعد حجم تدمير الموانئ الأوكرانية، ولكن لتعطيلها يكفي تدمير معدات الموانئ، كون ذلك سيؤدي إلى توقف الهياكل الهيدروليكية عن أداء وظائفها، وهذه المهمة لا تتطلب تحديدا دمارا واسع النطاق، حسب تعبيره.

ولفت إلى أن الضربة الروسية وما نجم عنها من وقف لصادرات الحبوب الأوكرانية لن يؤثر بأي شكل من الأشكال على الأمن الغذائي العالمي، لأن جزءا صغيرا منه فقط يذهب إلى البلدان التي تعاني حقًا من الجوع. أما نصيب الأسد فيذهب لصالح الشركات الأوروبية.

أكبر رسالة عسكرية

أما الخبير العسكري فلاديمير دينديكوف فيشير إلى أن روسيا من البداية لم تمس أوديسا مراعاة للاتفاقيات الدولية، لكن السلطات الأوكرانية “استغلت بصمت الهدوء هناك”، وزادت من إنتاج المسيرات البحرية وغيرها من الطائرات المسيرة، وأنشأت نقاط انطلاق لمهاجمة أهداف داخل روسيا، بحسب وصفه.

ويرجح دينديكوف أن تكون ناقلات البضائع البحرية الأوكرانية متورطة أيضًا في الهجوم على جسر القرم، التي كانت من المفترض أن تقوم فقط بنقل الحبوب كجزء من الصفقة، مضيفا أنه “اتضح أن العدو في هذه المنطقة أنشأ بنية تحتية عسكرية واسعة وقواعد للمرتزقة ومستودعات للوقود، وهي ما قامت القوات الروسية بتدميرها في الضربة الأخيرة”.

وبحسب الخبير العسكري الروسي، فإن لدى أوكرانيا مجموعة كاملة من الطائرات المسيرة في الخدمة، بداية من الزلاجات النفاثة التي تم تحويلها إلى طائرات انتحارية، ومسيرة “ميكولا” البحرية الأوكرانية، وصولا إلى مثيلاتها الغربية.

وأشار إلى أن أوكرانيا صعدت من حشد قواتها بشكل لافت، وهو ما ترجم إلى شن هجمات على سيفاستوبول وجسر القرم، وأصبح استخدام الطائرات المسيرة أكثر تواترا، معتبرا أن الضربة الصاروخية الأخيرة والحصار الفعلي القائم الآن في البحر الأسود شكلا أكبر رسالة عسكرية توجهها موسكو منذ بداية العملية العسكرية الخاصة، وتنهي في الوقت نفسه رهان كييف نهائيا على فرضية شن هجوم مضاد يمكن أن يغير من مسار الحرب.

[ad_2]

Source link

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وتوفير ميزات الوسائط الاجتماعية، وتحليل حركة المرور لدينا. نشارك أيضًا المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا في وسائل التواصل الاجتماعي والإعلان والتحليلات. View more
Cookies settings
Accept
Decline
Privacy & Cookie policy
Privacy & Cookies policy
Cookie name Active
 

ملفات الدخول:

شأنها في ذلك شأن معظم خوادم المواقع الأخرى ، ومن هنا فإن موقع رقمياتhttps://raqmeyat.com/ يستخدم نظام ملفات الدخول ، وهذا يشمل بروتوكول الانترنت (عناوين ، نوع المتصفح ، مزود خدمة الانترنت "مقدمي خدمات الانترنت" ،  التاريخ / الوقت ، وعدد النقرات لتحليل الاتجاهات).
من خلال هذه العملية لا يقصد بذلك جمع كل هذه المعلومات في سبيل التلصص على أمور الزوار الشخصية ، وإنما هي أمور تحليلية لأغراض تحسين جودة الإعلانات من قبل Google ، ويضاف إلى ذلك أن جميع هذه المعلومات المحفوظة من قبلنا سرية تماما، وتبقى ضمن نطاق التطوير والتحسين الخاص بموقعنا فقط.

الكوكيز وإعدادات الشبكة:

إن شركة Google تستخدم تقنية الكوكيز لتخزين المعلومات عن إهتمامات الزوار، إلى جانب سجل خاص للمستخدم تسجل فيه معلومات محددة عن الصفحات التي تم الوصول إليها أو زيارتها، وبهذه الخطوة فإننا نعرف مدى اهتمامات الزوار وأي المواضيع الأكثر تفضيلا من قبلهم حتى نستطيع بدورنا تطوير محتوانا الخدمي والمعرفي المناسب لهم.
نضيف إلى ذلك أن بعض الشركات التي تعلن في رقميات قد تتطلع على الكوكيز وإعدادات الشبكة الخاصة بموقعنا وبكم ، ومن هذه الشركات مثلاً شركة Google وبرنامجها الإعلاني Google AdSense وهي شركة الإعلانات الأولى في موقعنا.
وبالطبع فمثل هذه الشركات المعلنة والتي تعتبر الطرف الثالث في سياسة الخصوصية فهي تتابع مثل هذه البيانات والإحصائيات عبر بروتوكولات الانترنت لأغراض تحسين جودة إعلاناتها وقياس مدى فعاليتها.
كما أن هذه الشركات بموجب الاتفاقيات المبرمة معنا يحق لها استخدام وسائل تقنية مثل ( الكوكيز ، و إعدادات الشبكة ، و أكواد برمجية خاصة "جافا سكربت" ) لنفس الأغراض المذكورة أعلاه والتي تتلخص في تطوير المحتوى الإعلاني لهذه الشركات وقياس مدى فاعلية هذه الإعلانات ، من دون أي أهداف أخرى قد تضر بشكل أو بآخر على زوار موقعنا.
وبالطبع فإن موقع رقميات لا يستطيع الوصول أو السيطرة على هذه الملفات، وحتى بعد سماحك وتفعيلك لأخذها من جهازك (الكوكيز) ، كما أننا غير مسؤولين بأي شكل من الأشكال عن الاستخدام غير الشرعي لها إن حصل ذلك .
عليك مراجعة سياسة الخصوصية الخاصة بالطرف الثالث في هذه الوثيقة  ( الشركات المعلنة مثل Google AdSense ) أو خوادم الشبكات الإعلانية لمزيد من المعلومات عن ممارساتها وأنشطتها المختلفة .
لمراجعة سياسة الخصوصية للبرنامج الإعلاني Google AdSense والتابع لشركة Google يرجى النقر هنا
يُمكن جمع البيانات لتجديد النشاط التسويقي على الشبكة الإعلانية وشبكة البحث عبر  سياسة الإعلانات التي تستهدف الاهتمامات والمواقع الخاصة بالزوار ، ويمكن تعطيل هذه الخاصية من هنا.
وأخيرا .. نحن ملزمون ضمن بنود هذه الاتفاقية بان نبين لك كيفية تعطيل خاصية الكوكيز ، حيث يمكنك فعل ذلك من خلال خيارات المتصفح الخاص بك، أو من خلال متابعة  سياسة الخصوصية الخاصة بإعلانات Google وشبكة المحتوى .
إذا كنت بحاجة إلى مزيد من المعلومات أو لديك أية أسئله عن سياسة الخصوصية ، لا تتردد في الاتصال بنا عن طريق نموذج الإتصال ، بالدخول إلى تبويب اتصل بنا.
بنود هذه السياسة قابلة للتطوير والتغيير في محتواها في أي وقت نراه ضرورياً .
Save settings
Cookies settings