لشمانيا الجلد: كل ما تود معرفته عنه
لشمانيا الجلد
لشمانيا الجلد skin leishmaniasis، حيث يُعد داء الليشمانيات الجلدي من أشهر أنواع الأمراض التي تصيب الجلد، حيث يتسبب في ظهور جروح متقرحة بالجلد تصل إلى بعضة سنتيمترات، وتستمر لفترات طويلة على الرغم من تناول العلاجات المختلفة للقضاء عليها.
تتعد الأسباب التي تؤدي إلى داء الليشمانيات الجلدي، وأبرزها اختراق الطفيليات أحادية الخلية للجلد، نتيجة التعرض للدغة أو لسعة من أنثى ذباب الرمل التي تنتمي إلى فصيلة القواصد، وعادة ما يصيب منطقة الوجه والأطراف.
داء لشمانيا الجلد
- يتكاثر الطفيل المسبب لداء الليشمانيات الجلدي داخل خلايا الجهاز المناعي، والتي تُعرف باسم الخلايا البلعمية (Macrophages) وهي التابعة لجسم الكائن الثديي المضيف، كما أنها تتكاثر أيضاً داخل أمعاء ذباب الرمل، وهو طفيل أحادي الخلية.
- تتواجد ذبابة الرمل المتسببة في انتقال الطفيل في معظم الأماكن، حيث تشبه هذه الذبابة بعوضة وحجمها صغير لا يتعدى 1 – 3 ملليمتر، وتتشابه لسعتها مع لسعة البعوض.
- ينقل الذباب الرملي العدوى من لشمانيا الجلد بشكل أكبر في الأماكن المصابة، حيث أماكن تواجد فئران الرامل، يعيش فيها هذا الذباب الناقل للطفيليات، ولا يحمل معظم ذباب الرمل الطفيل، ومن الممكن أن تحدث تغيرات على المناطق المصابة، وخاصة التغيرات التي تطرأ على فأر الرمل المتسبب في العدوى.
اقرأ أيضاً: افضل علاج ثعلبة الشعر | 10 وصفات علاجية دوائية وطبيعية للتخلص من مرض الثعلبة
أسباب الإصابة بداء الليشمانيات الجلدي
تعود أسباب الإصابة بداء الليشمانيات الجلدي إلى اختراق الطفيليات أحادية الخلية للجلد، نتيجة التعرض للدغة أو لسعة من أنثى ذباب الرمل، بالإضافة إلى مجموعة من الأسباب الأخرى، تتمثل في:
1- سوء التغذية
يتسبب النظام الغذائي غير الصحي والفقير من البروتينات، في انتقال عدوى الطفيل، كما انه يعتبر بيئة خصبة لانتقال من مرحلة العدوى إلى مرض كامل النضج.
2- التغيرات البيئية
يمكن أن يزداد مؤثر التعرض للإصابة بداء الليشمانيات الجلدي، بسبب التغيرات البيئة والمناخية، خاصة في مناطق تكاثر الطفيل.
3- التغيرات المناخية
- يتأثر داء الليشمانيات الجلدي بشكل كبير جداً بالتغيرات المناخية، حيث يؤثر المناخ على الإصابة بداء الليشمانيات بطرق مختلفة، فالارتفاع والانخفاض في معدلات درجات الحرارة، وهطول الأمطار والرطوبة، يساعد على نقل الأمراض والأوبئة وتوزيعها، كما أنه يساهم في بقائها لفترات طويلة.
- تساعد التقلبات الخفيفة في درجات الحرارة على تأثير في دورة نمو داء لشمانيا الجلد في ذبابة الرمل، حيث يسمح ذلك إلى انتقال عدوى الطفيل إلى أماكن مختلفة لم تكن متواجدة فيها من قبل.
4- الجفاف والفيضانات
يساهم الجفاف والفيضانات وحدوث المجاعات، في نزوج السكان من أماكن سكناهم إلى أماكن أخرى قد تكون سبب في انتقال عدوى الطفيل المتسبب في داء لشمانيا الجلد، كما أن سوء التغذية يؤدي إلى الإضرار بمناعتهم.
5- الظروف الاجتماعية والاقتصادية
تُعد معدلات الفقر المرتفعة، والظروف الصحية المتدنية والصرف الصحي وإلقاء النفايات، بيئة خصبة لتكاثر ذبابة الرمل، التي تنقل الطفيل، حيث تنجذب ذبابة الرمل إلى الأماكن المكتظة بالسكان، حيث تعتبر بيئة جيدة لامتصاص الدم.
أعراض داء الليشمانيات الجلدي
تصاحب داء الليشمانيات الجلدي مجموعة من الأعراض، والتي عادة ما تظهر بعد اللدغة أو اللسعة بحوالي 5 سنوات، وتتمثل أهم أعراض هذا الداء في:
- حدوث حالات نزيف الأنف.
- حالة من تقرحات الفم.
- اضطرابات التنفس.
- انسداد أو سيلان في الأنف.
وقد تصاحب داء لشمانيا الجلدمجموعة أعراض أخرى تظهر بعد اللدغة بشهرين أو ستة أشهر، ومن هذه الأعراض:
- حالات تضخم الكبد.
- حالات تضخم الطحال.
- الشعور بالضعف والتعب الشديد.
- الإصابة بالحمى وقد تستمر لأسابيع أو شهور.
- الإصابة بالنزيف والالتهابات.
- فقدان كميات كبيرة من الوزن.
أنواع داء الليشمانيات الجلدي
هناك أنواع مختلفة من داء الليشمانيات، وأكثر هذه الأنواع شيوعًا، تتمثل في:
النوع الجلدي
النوع الجلدي يسبب تقرحات الجلد.
النوع الحشوي
أما النوع الحشوي يؤثر في الأعضاء الداخلية، مثل: الطحال، والكبد، ونخاع العظام.
- عادة ما يكون داء الليشمانيات الحشوي قاتلاً، حيث يؤثر في الأجهزة الداخلية للجسم، بالإضافة إلى تأثيره على الجهاز المناعي.
- يعتبر الأشخاص المصابون بمرض الإيدز أو نقص المناعة، هم الأكثر عرضة للإصابة بداء الليشمانيات الحشوي.
اللشمانيا الجلدية المخاطية
- يُعرف هذا النوع باسم اللشمانيا الجلدية المخاطية، وهو نوع نادر جداً، عادة ما يظهر بعد الشفاء من ليشمانيات الجلد ببضعة أشهر، وينتشر في الأنف والحلق والفم، ويؤثر على الأغشية المخاطية، حيث من الممكن أن يؤدي إلى تدميرها.
- من الممكن أن تشفى لاللشمانيا الجلدية المخاطية من تلقى نفسها، وفي بعض الأحيان تحتاج إلى علاج عاجل وفوري، تجنباً لحدوث أي مضاعفات قد تؤدي لها.
أعراض داء لشمانيا الجلد الحشوية
تحدث بعض الأعراض التي تأكد بأن الحالة المرضية مصابة بداء اللشمانيا الحشوية، مثل:
- ارتفاع شديد بدرجة حرارة الجسم.
- انخفاض مبالغ فيه في وزن الجسم.
- الإصابة بحالة من فقر الدم.
- تضخم الطحال والكبد.
- ارتفاع في مستويات بروتينات الدم الغلوبولينية.
- انخفاض في عدد كرات الدم البيضاء بالجسم.
اقرأ أيضاً: 7 أعراض هامة تدل على تضخم البروستاتا الحميد
مضاعفات داء الليشمانيات الجلدي
قد تؤدي ظهور أعراض داء الليشمانيات الجلدي إلى حدوث مجموعة من المضاعفات، والتي مع تزايدها تزداد عوامل الخطر والتي من الممكن أن تؤثر بالسلب على صحة الحالة المرضية:
- التعرض لنزيف شديد وعنيف.
- عدوى بكتيرية ثانوية، مثل: داء السل.
- حدوث حالة تعفن الدم.
- حدوث تشوهات في الأنف، أو الفم.
- التألم من احتباس السوائل.
تشخيص داء الليشمانيات الجلدي
لابد من اتباع مجموعة من الإجراءات من قبل الطبيب المختص، لتشخيص داء الليشمانيات الجلدي، حيث يقوم الطبيب ب:
- أخذ مجموعة من عينات القرحات الجلدية وفحصها في حالة الليشمانيات الجلدي.
- أخذ مجموعة من عينات النخاع الشوكي في حالة الليشمانيا الحشوية.
- يتم فحص العينات تحت المجهر.
- ويمكن اللجوء إلى اختبارات الدم للكشف عن الأجسام المضادة ” الاستجابة المناعية” للطفيل في حالة الليشمانيا الحشوية.
داء الليشمانيات الجلدي عند الأطفال
- يصيب داء الليشمانيات الجلدي الأطفال خاصة في المناطق الاستوائية والمدارية، خاصة في الأماكن التي تكون عبارة عن بيئة خصبة لانتقال الطفيل عبر ذباب الرمل. ويعتبر الليشمانيات الجلدي عند الأطفال من أخطر الأمراض بعد الملاريا، حيث أنه يتسبب في الوفاة.
- ويعتبر الليشمانيات الجلدي عند الأطفال عبارة عن طفيل يصيب الأغشية المخاطية، والأجهزة الداخلية، وجهاز المناعة الخاص بالطفل، لذا يجب على الطبيب المختص أن يأخذ في عين الاعتبار المكان الجغرافي الذي انتقلت منه العدوى الطفيلية إلى الطفل، لتشخيص المرض ومعرفة أسبابه وأعراضه، واتخاذ العلاج المناسب له.
علاج داء اللشمانيا الجلدية عند الاطفال
- يمكن الرجوع للطبيب المختص بالعيادات الخارجية، لعمل مراجعة يومية لحالة الطفل المصاب بداء اللشمانيا الجلدية عند الاطفال، للتأكد من فاعلية العلاج المتناول، ووصفه بالطريقة المناسبة، خاصة في حالة إذا كان الطفل لا يعاني من أعراض معوية أو نزفية، أو أي عدوى بكتيرية.
- يصف الطبيب للطفل المصاب بأعراض جلدية علاج عن طريق الفم وعلاجات موضعية، مثل العلاج بالتبريد والعلاج بستيبوجلوكونات الصوديوم والعلاج الحراري الموضعي بدرجة حرارة تتراوح من 40 إلى 42 دجة مئوية، بالإضافة إلى العلاج بالدهانات الموضعية.
- يقوم علاج داء اللشمانيا الجلدية عند الاطفال بشكل على أساسي على التغذية الجيدة، حيث تعتبر سوء التغذية التي يعاني منها الطفل من المسببات الأساسية للإصابة بداء اللشمانيا في الجلد، خاصة في حالة الأطفال المصابين بمرض السل أو أي عدوى موضعية أخرى.
الاحتياطات التي يجب اتخاذها عند علاج الأطفال المصابون بداء الليشمانيات الجلدي
- يجب مراقبة الطفل المصاب وملاحظته في فترة تلقي العلاج الأولى، والاعتماد على الاختبارات المعملية لمراقبة النشاط القلبي للطفل، لمعرفة تأثيرات العلاج على أجهزة ووظائف الجسم.
- الاعتماد على المضادات الحيوية، ووصفها للطفل المصاب للتخلص من البكتيريا التي تتسبب في انتقال عدوى الجروح، ويجب الرجوع للطبيب المختص حول حالة الطفل إذا كان يعاني من أمراض جلدية.
- توفير سبل الراحة الكافية والعناية الجيدة للطفل المصاب، والاهتمام بنظام التغذية الخاص به، وتناوله نسبة عالية من البروتينات والسعرات الحرارية، التي تعزز نقل الدم إلى الجروح وأماكن الآفات المصابة.
- قد يدمر داء الليشمانيا الجهاز المناعي للطفل، خاصة في حالة الأطفال المصابين بأمراض نقص المناعة والذين تعرضوا للعلاج الكيمياوي والإشعاعي، لذا يجب الاهتمام بمناعة الطفل من خلال الفيتامينات ونظم التغذية الصحية.
هل من الممكن أن يتنقل داء الليشمانيات الجلدي عن طريق اللمس؟
لا يشكل داء اللشمانيا في الجلد خطراً شديداً من حيث كونه ينتقل عن طريق اللمس، فالداء يصيب الإنسان نتيجة التعرض للدغة من ذبابة الرمل، فهو لا ينتقل عن طريق لمس الشخص المصاب، أو استخدام أغراضه الشخصية، فهو آمن من ناحية انتقال العدوى.
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة
يتواجد داء اللشمانيا في الجلد في معظم أماكن العالم باستثناء الأماكن القطبية واستراليا، وعادة ما يتواجد بشكل كبير في:
يتواجد داء الليشمانيات الجلدي بسنبة 95% في:
- وسط أسيا.
- حوض البحر الأبيض المتوسط.
- الشرق الأوسط.
- الأمريكيتين.
حسب دراسات حديثة أجريت عام 2015، يتواجد داء الليشمانيات الحشوي بنسبة 90%، في:
- أثيوبيا.
- الهند.
- البرازيل.
- جنوب السودان.
- السودان.
اللشمانيا الجلدية وعلاجها
- في بعض الأحيان قد يكون داء الليشمانيا عبارة عن ندبة صغيرة بالوجه أو الأطراف، أي لا تحتاج للعلاج، لأنها لا تشكل تشوهاً من الناحية الجمالية، ومن الممكن الانتظار حتى يزول المرض تلقائياً.
- يمكن اللجوء إلى المراهم التي تقضي على الطفيل، وأدوية أخرى باستخدام الحقن الوريدي، في حالة إذا كانت آفات داء الليشمانيات متعددة في الأطراف والوجه.
أهم الأدوية المخصصة لعلاج داء الليشمانيات الجلدي
- مرهم باروموميسين، يتم تطويره الآن ومعالجة لعلاج الآفات.
- يتم وضع المرهم على مناطق الإصابة بالعدوى لمدة تصل إلى ما يقرب من 10 أيام.
- حقن بنتوستام والتي تعطى بالوريد في داخل الآفة والقروح.
- حقن ستيبوجلوكونات الصوديوم، يتم الحقن داخل الوريد، أو داخل الآفة نفسها.
اقرأ أيضاً: مضاعفات السكري: ما هي؟ وكيف يمكن علاجها؟
الوقاية من داء الليشمانيات الجلدي
- يمكن اتباع مجموعة من الطرق والاحتياطات الوقائية، لتجنب الإصابة بمرض داء الليشمانيات، وتتمثل أهم الطرق الوقائية في:
- تجنب التعرض لخطر الإصابة بلدغة ذبابة الرمل، عن طريق تجنب السفر إلى الأماكن التي ينتشر بها داء لشمانيا الجلد.
- نظراً لعدم وجود اللقاحات اللازمة للوقاية من داء لشمانيا الجلد، يجب الالتزام بالإجراءات الاحترازية التي تتمثل في تجنب ممارسة الأنشطة الخارجية، خاصة وقت الغسق والفجر، لأن الذباب في هذا الوقت يكون أكثر نشاطاً.
- استخدام الشبكات المحكمة والأسلاك على النوافذ والأبواب، لمنع عبور ذباب الرمل داخل المنازل وأماكن التواجد، ويفضل الاعتماد على الشبكات الضيقة لأن ذباب الرمل حجمه صغير جداً.
- عدم ترك أي جزء من أطراف الجسم ظاهراً، حيث يفضل ارتداء قميصاً طويلاً بأكمام، وسراويل طويلة، ووضع القميص بالبنطلون.
- الاعتماد على طارد الحشرات، خاصة في أماكن الجلد المكشوفة، في أماكن نهاية الأكمام والساق، وتُعد المواد التي تحتوي على المادة الكيميائية ثنائي أثيل – ميتا – تولواميد من أكثر المواد الطاردة للحشرات.
- رش أماكن النوم والجلوس والمعيشة بالمبيدات الحشرية التي تحتوي على مادة البيرميثرين.