دول العالم الثالث أو الدول النامية، يعبر المصطلحان عن نفس الشيء، وتم تصنيف تلك الدول بمنطلق اقتصادي حسب مؤشرات إنتاجها المحلي، وإجمالي الناتج المحلي للفرد، ومستوى المعيشة لسكان البلد، ومعدلات الفقر وجودة التعليم، وهي أغلبها معايير اقتصادية، وبرغم اعتراض بعض الدول على هذه التسمية، إلا أن هذا المصطلح لا يعبر عن الدول المتخلفة أو الغارقة في الفقر، ولكنه يشمل الدول التي بها تراجع اقتصادي، وليست على نفس المستوى من الإنتاج والقوة الاقتصادية التي تتمتع بها دول العالم الأول. وفي هذا المقال سنلقي الضوء على خصائص الدول النامية.
خصائص الدول النامية
تم اعتماد بعض المعايير لتصنيف تلك الدول، بناءً على بعض الخصائص التي تتميز بها تلك الدول، وفيما يلي أكثر الأمور أو الخصائص شيوعًا بين تلك الدول:
ضعف المستوى الاقتصادي
تراجع المستوى الاقتصادي في تلك الدول، ويعتبر اقتصادها في المراحل المبكرة، ومع ذلك فإن أغلب تلك الدول لديها موارد بشرية وطبيعية كبيرة، ولكن لا يتم الاستفادة من هذه الموارد بالشكل الذي يُحسن من تطورها الاقتصادي.
تدني مستوى البنية التحتية
يكون لتلك الدول بعض المشكلات المتعلقة بجودة البنية التحتية، والمرافق العامة التي يستخدمها الشعب، سواء من سوء شبكة الصرف الصحي مما يعني احتمالية أكبر للإصابة بالأمراض، أو شبكة مواصلات لا تخدم أغلب مدن الدولة، أو شوارع وطرق غير ممهدة، وغيرها مما يتعلق بالبنية التحتية.
تراكم الديون
الاقتراض من البنوك يزيد من معدل الديون على البلاد، خاصةً وأن الفائدة البنكية تزيد من المبالغ المطلوب سدادها، وتراكم الديون على الدولة وعدم القدرة على السداد يؤدي في نهاية الأمر إلى الانهيار الاقتصادي وإعلان الإفلاس، وأغلب تلك الدول من المفترض أن تقوم بسداد أقساط الديون بمعدل أكبر من إجمالي الناتج المحلي، مما يجعل الأمر يزداد سوءًا.
زيادة معدل البطالة
تتميز تلك الدول بضعف في الإنتاج المحلي، وأنها تقوم باستيراد أغلب ما تحتاجه، أو تعتمد على الزراعة أكثر من الصناعة، ومع غياب المصانع وتراجع عجلة الإنتاج يزداد معدل البطالة وصعوبة وجود فرص عمل مناسبة.
تدني مستوى المعيشة
مع الأسف يعيش قطاعات كبيرة من سكان تلك الدول بمستوى دخل فردي قليل؛ مما يعني تدني مستوى المعيشة لعدم وجود إمكانية مادية للأفراد للحصول على مستوى معيشة جيد يوفر لهم حاجاتهم الأساسية.
عدم القدرة على توفير أساسيات الحياة
تعجز حكومات تلك الدول على تقديم أساسيات الحياة وتلبية متطلبات المعيشة الأساسية لعدد كبير من السكان، ويدخل في ذلك توافر مستشفيات ومراكز صحية تقدم الخدمات العلاجية والصحية للسكان، وتوفير مدارس ومستوى متقدم من التعليم، وتقديم غذاء ومياه شرب نقية، وبيوت مؤهلة للسكن وبها المرافق الأساسية من مياه وكهرباء، ولكن هناك عدد من الدول لا تستطيع تقديم تلك الأمور لسكانها خاصةً دول وسط أفريقيا.
في نهاية المقال البلدان النامية ليست جميعها في حالة سيئة من جميع الاتجاهات، ولكن تأخرها الاقتصادي والتكنولوجي وعدم مواكبتها غيرها من الدول، وتراجع عجلة الإنتاج لديها هو ما وصلها لهذه المرحلة، ولكن هناك بعض الدول التي استطاعت أن تطور من نفسها وتنعش اقتصادها مثل سنغافورة التي كانت تعاني بشكل كبير قبل ذلك.
وأغلب تلك الدول تقع في قارة افريقيا باختلاف مستوى الاقتصاد لكل بلد خاصةً وأن بلاد شمال أفريقيا تعتبر أفضل حالًا من وسط أفريقيا، وأيضًا هناك بعض الدول من شرق آسيا، حتى دولة الهند مازالت في هذا الحيز برغم محاولاتها في تحسين اقتصادها وزيادة معدل استخدام التكنولوجيا، إلا أن إلى وقتنا هذا هناك مناطق فقيرة.
